قصص نجاح

شمّا بني سعيد

الدفعةالاولى
إمارة أبو ظبي

طالبة قانون تتحدث ثلاث لغات من جامعة السوربون. محبةللعمل الانساني والبيئي، تتطلع لإحداث تغيير داخل المجتمع من خلال تمكين الشباب وتعزيز المواطنة الصالحة لديهم. لديها شغف بالتنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية والعمل على جعل العالم مكاناً أفضل للجميع.

عنوان المقال: “1% Better”

من أجل دعم العمالة المنزلية:أطلقنا مبادرة “1% Better “لتعزيز التسامح والامتنان

من حسن حظي أني ولدت على هذه الأرض الطيبة، ونشأت كطالبة في مؤسساتها التعليمية. كان حصولي على دعوة لحضور برنامج فرسان التسامح الذي أطلقته وزارة التسامح -لثلاثة أيام- بمثابة فرصة وتجربة غير اعتيادية؛ فقد جعلتني أسترجعواستخلص الدروس من تجارب الماضي، والعودة للتساؤل عن هدفي الحقيقي من الحياة. في اليوم الثالث شعرت بالحاجة إلى نشر رسالة التسامح والتعايش التي تعلمتها خلال البرنامج. قادني ذلك إلى أن أصبحت عضوة في منظمة غير ربحية تدعى “بنات الإمارات” والتي تمكن الشابات في دولة الإمارات العربية المتحدة لبدء مبادرات ومشاريع مجتمعية لإحداث تغيير. وهكذا ولد مشروعي المجتمعي الذي يدعى.“1% Better”
“1% Better” مبادرة مجتمعية تهدف إلى خلق الوعي بين الأطفال وتغيير تصوراتهم من خلال تعليمهم أهمية إظهار الامتنان بالأخص تجاه العمالة المنزلية.هدفنا الأساسي إلقاء الضوء على الدور المهم الذي تقوم به هذه الفئة في حياتنا من خلال دعمنا بوقتهم وجهدهم يومياً. غالباً لا يلحظ أحد أهمية دورهم حتى يرحلوا. من خلال هذه المبادرة قمنا بتسميتهم ب”أبطال المنزل” أو “home heroes” باللغة الإنجليزية.
بدأت ملامح المبادرة على أرض الواقع من خلال تعاون رسمي مع بعض المدارسمن خلال تنظيم ورش عمل تفاعلية وتوعوية للطلاب. تساهم الورش في إبراز أهمية الامتنان وإعادة التفكير في علاقاتنا وتعاملاتنا مع”أبطال المنزل”، مما يساعد الأطفال على استشعار أهمية وجود العمالة المنزلية في مجتمعنا. بالتالي نساهم في زيادة وعي الأطفال اتجاه ضرورة معاملة هذه الفئة معاملة أساسها التسامح والتعايش واحترام الغير والأخوة الإنسانية من خلال الكلمة الطيبة والتقدير والامتنان المستمر.
إلى الآن نجحنا بتطبيق المبادرة التي شملت ثلاثين طالبًا، ونأمل في زيادة انتشار هذا التأثير حتى يصل للكثير من مدارس الدولة. نؤمن أن استمرارية هذه المبادرة ومبادرات أخرى كفيل بغرس قيم التسامح والأخوة الإنسانية في نفوس أطفالنا، التي بدورها ستكبر في داخلهم يوماً بعد يوم.
نعمل أيضاً على حملات توعية متزامنة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتحدث الأطفال عن كيفية إظهارهم للتسامح والامتنان لأبطال المنزل، ويبرزون من خلالها أنشطتهم اليومية التي تعكس مساندتهم ومساعدتهم لهذه الفئة. نتطلع أيضاً إلى مشاركة الآخرين في هذه المبادرة التي تتضمن خططاً مستقبلية من مثل إنشاء شبكة دعم “لأبطال المنزل”.
وأخيراً، فريق “1% Better” مكون من ست فتيات شغوفات هن مريم طاهر عبد الرشيد، وسلمى عبد السلام، ونوف الجعفري، وساشيكومار، وصفية أحمد تهلك، وأنا شما بني سعيد. دافعنا الحقيقي هو التعاطف الذي بدوره يدفعنا لبذل الجهد والوقتلتحقيق أهداف هذه المبادرة السامية. من خلال هذه المبادرة يسعدناكثيراً أن نتشارك جميعًا هدفًا واحدًا، وهو رد الجميل إلى “أبطال المنزل” الذينساهموا في جعل حياتنا أفضل منذ صغرنا.